الأدب الحساني
يا الكامل تختير تفتح ف ازوان أذهان
راع لك "مقال" يشرح لغن و أزوان
#نجاح يوسف، بتصرف!
#مقال
الأدب الحساني، الشعر الحساني أو كما يسمى في اللهجة الحسانية "لغن الحساني" هو نمط من أنماط الأدب الشعبي العربي، تفرد به المجتمع البيظاني بمفهومه الأوسع، أي المجتمع الناطق باللهجة الحسانية من العرب و من لحق بهم من السود بصفة أدق، و الذين يتمركزون أساساً في موريتانيا-و فيها تتركز مجموعة البيظان الكبری و إليها يعود أصل هذه التسمية-و الصحراء الغربية و غرب الجزائر و شمال السنغال، كما يمكن حصر وجودهم جغرافيا في هذه المنطقة و هي الواقعة بين وادي درعة شمالا و وادي نهر السنغال و نهر النيجر جنوبا، و من جبال إفوغاس شرقاً إلی المحيط الأطلسي غربا و هي المنطقة المعروفة محلياً بتراب البيظان و مجال ثقافتهم...
غالباً ما تقترن تسمية الأدب الحساني في الأذهان ب "لغن" في حين أنها تتجاوز ذلك إلی أنواع أخری ك "الهول" و "أزوان" بل حتی إنها تشمل الأمثلة و القصص الشعبية الحسانية، إلا أننا سنسير مبدئيا مع النظرة السائدة ثم سنتوسع لنخرج من هذه الدائرة الضيقة للأدب الحساني و المرتبطة بجزئية "لغن" إلی مفهومه الأوسع و الأكثر شمولية...
يغنی الشعر الحساني و يرتجل كما يحفظ و يدون مثله مثل الشعر الفصيح، و هو أداة فربدة لحفظ التاريخ و الأمجاد و الأنساب و فيه من الحكمة و مكارم الأخلاق و العبر الكثير، فهو ذاكرة الشعب التي لا تبلی، يتناقلها جيلاً بعد جيل، يجدد فيها و ينوع لمواكبة العصر مع الاحتفاظ بجوهر هذا النمط المتفرد بنوعه الأدبي...
و كما هو الحال بالنسبة للشعر الفصيح فإن الشعر الحساني له بحور يختص بها و تميزه عما سواه من أنماط الأدب كما أن له موضوعات أو أغراض و تجدر الإشارة إلى أن الكثير من هذه البحور لم يعد متداولا بكثرة، بل أن من بينها ما اندثر و بم يعد له وجود ما عدا في الذاكرة الشعبية أما اليوم فلم يعد لهذه البحور أي وجود في الإنتاج الشعري الحساني، في حين ظلت بعض البحور متواجدة بقوة، ربما لسهولتها أو لتميزها و لكثرة الإنتاج الشعري فيها قديماً و حتی يومنا هذا...
و أما الأغراض فهي كما في الشعر الفصيح و يتفاوت استخدامها و غزارة الإنتاج فيها في الساحة الشعرية الحسانية، إلان أن المديح و النبوي منه خصوصا بالإضافة إلى الغزل يكثر الإنتاج فيهما عما سواهما نسبيا
يحتوي الأدب الحساني علی الكثير من المصطلحات و المفاهيم التي تتصل به و التي هي وسيلة لفهمه و التعمق فيه و هي مصطلحات و مفاهيم ذات تعريف تاريخي أو طبقي اجتماعي أحياناً، و ما يهمنا هنا هو تعريفها في إطار بحث موضوعي بعيدا عن الجذور التاريخية و الطبقية الاجتماعية لهذا التعريف، بحيث نزيل كل التباس عن مفاهيم من قبيل، "الشاعر"، "لمغني"، "ايكيو"، "الهول"، "لغن" و "أزوان" و هنا نتساءل:
ما هو تعريف "الشاعر" و " ايكيو" و "لمغني" ؟ و ما الفرق بين هؤلاء؟
ثم ما هو الفرق بين "الهول" و "لغن" و "أزوان" ؟ و أخيراً ما الفرق بين "لبحر" في الحسانية و "البحر" في الفصحی؟
كلها أسئلة ستكون الإجابة عنها نواة و موضوع المقال المقبل علی مدونة "موسوعة لغن"
كتبه: عبد الله أمين، بتاريخ: 30-05-2020
المصادر:
موسوعة ويكيبيديا
كتاب "مبادئ في الأدب الحساني"
كتاب "جامع التراث الشعبي"